fbpx

Featured

السعرات الحرارية: السؤال غير المطروح حول كيفية إنقاص الوزن

By Jason Fung, MD

وأخيرًا لدينا إجابة عن “كيفية إنقاص الوزن”. السر في الهرمونات، لا السعرات الحرارية.

يكمن سر إنقاص الوزن في الهرمونات.

حساب السعرات الحرارية الداخلة والسعرات الخارجة طريقة غير صحيحة لإنقاص الوزن.•

تختلف الاستجابة الهرمونية لمختلف الأطعمة•

وحساب السعرات لا يجدي نفعًا•

يشرح كتاب سر السِّمنة كيف يمكن اتباع أسلوب حياة صحي ولماذا يزيد الوزن من البداية•

تأليف  جيسون فونغ، دكتور في الطب ومؤسس مشارك لموقع  The Fasting Method

إذا أردت أن تعرف كيف تنقص وزنك، فعليك أن تطرح سؤالًا مهمًا آخر. لماذا زاد وزنك في المقام الأول؟ وإجابة هذا السؤال الجذري لا تتطلب منا الكثير من التفكير. لماذا؟ لأننا نظنّ أننا نعرف الإجابة بالفعل. تعلمنا لعقود أن المسألة ببساطة مسألة السعرات الداخلة والخارجة.

 نقول إن الإفراط في الأكل وعدم ممارسة التمارين هما سبب زيادة الوزن. نظن أن هذه حقيقة بديهية، ولذلك لا نشكك فيها. ومن المدهش أن الجسم البشري لا يأبه للسعرات الحرارية. فلا توجد أي مسارات أيضية في جسم الإنسان (أو أي كائن حي) تستجيب للسعرات الحرارية. بل، يزيد الوزن أو ينقص بناء على الإشارات الهرمونية.

من المبادئ الأساسية في الطب الحديث أن نفهم ما يسبب المرض (علم أسباب المرض) فهمًا أعمق، كي نتوصل إلى علاج فعّال. على سبيل المثال، إذا فهمنا أن سبب العدوى هو البكتيريا، فعندها يكون العلاج هو قتل البكتيريا بالمضادات الحيوية. هناك علاجات ناجحة ورغم ذلك لا نعلم السبب، ولكن في هذه الحالات من الصعب أن نحرز أي تقدم علمي. فما سبب السِّمنة؟ هل السبب ببساطة هو تناول كمية مفرطة من السعرات الحرارية؟

السعرات الداخلة والسعرات الخارجة   

ما معنى السعرات الحرارية؟ السعرات الحرارية هي وحدات حرارية، وفي سياق الطعام هي الطاقة التي يطلقها الطعام عند حرقه في مقياس السعرات الحرارية التفجيري. إذا أحرقنا الخبز، ينطلق منه 250 سعرًا حراريًا. يمكنك أيضًا وضع قطعة صغير من الخشب في المقياس وتحرير 250 سعرًا حراريًا. السعرات الحرارية موضوع يتناوله علم الفيزياء، لا علم وظائف الأعضاء – علم الأشياء الحيّة.

لا يحتوي الجسم على مقياس حراري تفجيري، وهو موضوع يتناوله علم وظائف الجسم، وليس الفيزياء. تناول الخبز أو قطعة من الخشب شيء واحد

في علم الفيزياء، ولكنهما مختلفان كُليةً في علم وظائف الجسم لأن الخشب ليس طعامًا للإنسان. لا يعلم الجسم أو لا يهتم بعدد السعرات الحرارية الموجودة في الطعام.

 بل الحقيقة أن الطعام يؤثر في الهرمونات، ومنها الإنسولين وهدف الثدييات من الراباميسين (mTOR)، والببتيد (YY)، والكوليسيستوكينين ‏وغيرها، وهي التي ترسل إشارات للجسم كي يتفاعل بالطريقة الصحيحة. إذا أكلنا الخبز (والذي يتكون معظمه من الكربوهيدرات)، أو الأفوكادو (الذي يتكون معظمه من الدهون) أو قطعة من الخشب (ليست طعامًا)، فإن التفاعلات الهرمونية تكون مختلفة تمامًا، وعليه يكون تأثيرها على الجسم مختلفًا أيضًا.

هذا هو الخطأ الفادح في منهج “حساب السعرات”. فهو يقترح أن العامل الرئيسي (ولكن ليس الوحيد) في زيادة الوزن هو السعرات الحرارية، وتقليل تلك السعرات هو أساس العلاج. وبهذا يُنظَر إلى السِّمنة من خلال “معادلة موازنة الطاقة” بالطريقة التالية:

 تخزين الدهون = السعرات الداخلة – السعرات الخارجة

ومن هنا تطرأ معادلة أخرى من علم الفيزياء وهي القانون الأول للديناميكا الحرارية، والتي لا علاقة لها بعلم وظائف الجسم. ينص القانون الأول للديناميكا الحرارية على أن الطاقة لا تُستحدَث ولا تفنى في نظام مغلق. فإذا تناولت 250 سعرًا حراريًا إضافيًا من الخبز، فلا بد وأن تُخزّن في مخزون الدهون. وهذا خطأ تمامًا. ما الذي يحدث عندما تتناول 250 سعرًا حراريًا إضافيًا من الخشب؟ هل يزيد وزنك؟ الإجابة الواضحة هي “لا”، وذلك لأن الخشب ليس طعامًا يمكن هضمه. على المنوال نفسه، إذا تناولت 250 سعرًا حراريًا إضافيًا من الخبز، وسرّعت أيضك (معدل الحرق) بمقدار 250 سعرًا، فلن يزيد وزنك. على الجسم أن يتعامل مع 250 سعرًا حراريًا إضافيًا من الطاقة، ويمكنه أن يطردها أو يحرقها أو يستخدمها في بناء العضلات أو يخزّنها. كل هذا يتماشى مع قانون الفيزياء، ولكن له عواقب وخيمة على دهون الجسم.

وفقًا لمنهج “موازنة الطاقة”، يزيد وزنك عندما تكون “السعرات الداخلة” أكبر من “السعرات الخارجة”. ولكن ما الذي يحدد مقدار السعرات الحرارية الداخلة والخارجة؟ نظرًا لأننا من يحدد الطعام، فإن “السعرات الداخلة” تتوقف على الاختيارات الشخصية. فالبعض يأكل القرنبيط ألأخضر، والبعض الآخر يتناول كيسًا من رقائق البطاطس “الشيبس”. إذا افترضنا أن معدل الأيض ثابت (وهو الطاقة اللازمة لعمليات الأيض الأساسية، أي اللازمة لتوليد حرارة الجسم، واللازمة للكبد والكُلَى والدماغ وغيرها)، فإن “السعرات الخارجة” تتوقف على مقدار التمارين التي نمارسها. وهذا شيء نقرره بأنفسنا – أي اختيار شخصي. يمكننا أن نركض لمدة ساعة بدلًا من مشاهدة التلفاز.

 خلاصة منهج حساب السعرات أن السِّمنة فشل شخصي –  أي أن سبب زيادة الوزن هو الشخص نفسه. فالإفراط في الأكل (الشراهة) أو قلة الحركة (الكسل) فشل شخصي – بل هما من الخطايا السبعة المميتة. إذا سألنا “الخبراء”، فسيتّفقون على أن سر فقدان الوزن هو تقليل الطعام وزيادة الحركة. يقول منهج حساب السعرات إن زيادة الوزن ذنبك أنت.

 ولكن إليكم فكرة مختلفة. إذا كان الأمر يتوقف على الاختيارات الشخصية، فلماذا قرر الكثير من الأمريكان مرة واحدة في قرابة العام 1977 أن يزيد وزنهم على نحو غير مرغوب فيه؟ لم يقتصر الأمر على عدد قليل من الأمريكان. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، هناك 71.6% من الأمريكان في 2020 وزنهم زائد أو مصابون بالسّمنة.

فما الحلّ إذن؟ إذا كان سبب السّمنة هو الإفراط في الأكل وقلة الحركة، فالحل ببساطة هو تقليل الأكل، وزيادة الحركة يتفق كل الأخصائيون الطبيون تقريبًا (ومنهم الأطباء وخبراء التغذية) على أن هذا هو الحل السحري لإنقاص الوزن. ما عليك سوى تناول بضعة مئات سعرات حرارية كل يوم. احسب سعراتك الحرارية. مارس المزيد من التمارين. كلنا سمعنا ذلك من قبل. ولكن هناك مشكلة كبيرة في هذا الحل. أنه غير فعّال على الإطلاق.

 حساب السعرات الحرارية حل غير فعّال

إليكم فكرة أخرى… إذا اتفقنا جميعًا على أننا نعرف علاج السِّمنة، وأننا قد صرفنا المليارات على التعليم والبرامج التدريبية في هذا الشأن – فلماذا تزيد نسبة السِّمنة بين الناس؟ بعبارة أخرى، ما سر فشل هذا “العلاج” القائم على “الحقائق البديهية”؟ لقد لجأنا جميعًا إلى حساب السعرات الحرارية بطرق مختلفة ومتعددة. وهذا لم ينجح قط. لم ينجح معك. ولا معي. ولا مع أي أحد آخر. هذه الطريقة غير ناجحة، رغم أنني أتمنى لو كانت ناجحة. وعلينا أن نقبل هذه الحقيقة.

لا يوضح منهج حساب السعرات سبب انتشار السِّمنة بهذه الطريقة، ولا يوضح كيفية علاجها. ومن حيث كونه نموذجًا للفهم، نجد أنه عديم القيمة.

ولكن إذا ركزنا على الهرمونات، يمكننا أن نفهم بوضوح سبب السِّمنة وكيف نعالجها. هناك هرمونات تجعلنا نشعر بالجوع، وهرمونات تجعلنا نشعر بالشبع. وهناك هرمونات تزيد طاقتنا، وهرمونات تضعفنا. وبناء عليه، ما يحدد مقدار السعرات الداخلة والخارجة ليس الخيارات الشخصية، بل الهرمونات.

الأطعمة التي نأكلها، رغم احتوائها على نفس العدد من السعرات، تؤثر بدرجة مختلفة في الهرمونات، وهذا يعني أن الجسم يستجيب لها على نحو مختلف. وهذا يعني أن بعض الأطعمة أكثر تسببًا في السِّمنة من غيرها، وهذه حقيقة تعلمها جدتك بالفعل.

علاوة على ذلك، يؤثر عدد الوجبات أيضًا في الهرمونات، وهذا يعني أن مواعيد الوجبات لها دور في تحديد استجابة الجسم. الأمر كله يتعلق بما نأكل ومتى نأكل. ظهرت السّمنة في قرابة عام 1977، بسبب تغير في الأطعمة التي نأكلها وعدد الوجبات.

لمزيد من المعلومات، انظر كتاب سرّ السِّمنة.

تعرف على المزيد حول شاي بيكيه صائم.

لتعليم الصيام والدعم والمنتدى، انتقل إلى موقع The Fasting Method.

Jason Fung, MD

By Jason Fung, MD

Jason Fung, M.D., is a Toronto-based nephrologist (kidney specialist) and a world leading expert in intermittent fasting and low-carb diets.

Share this article with a friend

More articles you might enjoy…

Title